مشاهدات معتقل في كمب مؤسسة الحامدي للسجون في المكلا

[saeed alhariri]

مشاهدات معتقل في كمب مؤسسة الحامدي للسجون !!



المكلا / حضرموت نيوز / خاص

22 / سبتمبر / 2007 م

أحد المعتقلين المفرج عنهم مؤخراً سلم حضرموت نيوز مشاهدات كتبها أثناء وجوده داخل سجن المكلا المركزي ووصف الأوضاع الذي يعيشها السجناء في المعتقل وطرق تعامل الجنود معهم ، وننشر هذه المشاهدات والانطباعات هنا كما كتبها ونتحفظ على أسمه كما طلب :



مشاهدات معتقل في كمب مؤسسة الحامدي للسجون !!
المأثور أن السجون في العالم كله عبارة عن إصلاحيات لتربية وتهذيب سلوكيات مايسمون بالشواذ في المجتمع على مختلف مناحي إتجاهاتهم ونزواتهم من اجل إعادة تأهيلهم الى المجتمع أصحاء سليمين فاعلين ونافعين فيه ، ولاشك أن ليس كل من يدخل السجن مجرماً لاسيما في السجون العربية ، ويصدق عليها المثل المعروف ( يا ما في السجن مظاليم ) ورغم تشابه السجون في العالم العربي من حيث وسائل التعذيب إلا أن سجن المكلا المركزي ( مؤسسة الحامدي للسجون ) عبارة عن مؤسسة تجارية احتكارية احتقارية .. والذي جرني الى ذلك هو ماشاهدته داخل السجن من حقائق نقشعر لها الأبدان وتثير الاحتقان خاصة في نوعية الثقافة التي تنشرها بين السجناء والسجانين على حد سواء !أنها الثقافة التي تستهدف تغيير ثقافة التربية الأخلاقية وثقافة التآخي والتسامح بثقافة العنف والترويج لها الى جانب خلق شخصيات منفصمة ومعطلة نفسياً .
ورأيت أشخاصاً وقد فارقتهم عقولهم من هول ما لاقوه .
هكذا هو نشاط مؤسسة الحامدي للسجون !
أمام بوابة المؤسسة :-
وأمام بوابة السجن الرئيسة سمعت أحدهم ، وهو يتحاور مع الحارس وبروح يشوبها الغضب والانزعاج على ضرورة أن يرى قريباً له بداخل السجن بينما يصر الحارس بألا يسمح له إلا إذا دفع تذكرة الدخول وهي ( 1000 ) ريال رغم أنه جاء في وقت الزيارة ، وفي الجانب الأخر سمعت أحد المفرج عنهم وهو يتوسل للبواب من أنه لا يمتلك حتى أجرة السيارة لنقله الى بيته غير أن الحارس يصر على دفع تذكرة الخروج وقيمتها ( 500 ) ريال . وهكذا تحولت مؤسسة الحامدي للسجون الى مؤسسة تجارية ناجحة في إفلاس الجيوب ، وتدر أرباحاً في أزدياد دون أن يهددها مضاربات بورصة الفساد في الوطن ، وهي كذلك غير مهددة بالإفلاس إلا بسقوط شيطانها الأكبر - الحامدي الكبير - والذي نراه يتفرعن يوماً عن يوم وللظالم يوم قادم لا محالة !
والسجناء داخل السجن هم في مقام المحكوم عليهم بالاعدام ، ومن المؤسف أن لا تقوم منظمات حقوق الانسان بزيارة سجن المكلا لتطلع على أوضاع المساجين التي كلها آلام وعذابات ومعاناة يعيشها كل من يقبع في زنازين سجن مؤسسة الحامدي والذي لا يختلف عن سجن ( أبو غريب ) والطريف في الأمر أن من يوكل إليه معاملة المساجين داخل الساحة العامة ( ويشمين ) سجين من أصحاب السوابق في الجرائم فيسمع الشرفاء ما يحرق قلوبهم ويجرح كرامتهم .. أنه الموت البطيء الذي تتجرعه شئت أم لم تشاء !
وجبات الأكل !
وما يقدم للنزلاء ضيوف الحامدي الدائمين والزائرين من الوجبات الثلاث هي عبارة عن :الغذاء أرز دون غسله قبل الطبخ وهو من أردأ أنواع الأرز أما السمك فهو لا يصلح حتى للكلاب الضالة الجائعة وتفوح منه رائحة نتنة وكأنه من بقايا جيفة .
لم أكن أصدق نفسي أن من وكل اليهم تجهيز غذاء السجناء هم أيضا بدون أخلاق والدليل على ذلك أنني في احد الأيام استخرجت مجموعة من أعقاب السجائر من الإناء الذي قدم فيه فول العشاء الدائم ... والحاصل أن ما يقدم من غذاء في السجن أفضل منه بكثير ما يأكله الحيوان من براميل القمامة وهذه جريمة كبرى ترتكب في حق الانسان من مسؤولين فقدوا ضمائرهم وباعوها للشيطان !
مؤسسة الحامدي للسجون تعمل بإمرتها كل المؤسسات الأمنية حتى النيابة العامة التي خضعت لها في تكييف قضية المعتقلين على ما أسموه باحداث الشغب الذي إن حدث فقد ارتكبه عسكر الحامدي ناهيك عن جرائم القتل العمد والنهب الذي مارسه حرامية الحامدي الذين يملكون كافة أنواع الأسلحة الفتاكة التي استخدموها ضد مواطني مدينة المكلا المسالمين .
وهكذا يتهم الأبرياء بالجريمة الجسيمة لأنهم عبروا عن الرأي واُثبتوا ان أعظم الجهاد هو كلمة حق أمام سلطان جائر ، واني لعلى يقين لو ان هناك نظام عادل لأودع الحامدي الأكبر وحاشيته زنزانة الحجز الانفرادي ليذوق وبال ما صنع وليس ذلك ببعيد !
وانا لا آسف على عضو النيابة الذي جاء متحمساً على إلصاق التهم بنا لأنه وعد بقطعة أرض ستكون مزدوجة الصرف ان شاء الله حتى لا يتهنى بها ذلك البائع دينه وخلقه وضميره .
ولنا مع كل اولئك يوم .. وهو قريب وقادم لا محالة !!