هـم صـنـاع الـطـوفان الـقـادم فـأنـتـظـروهم فـأنـهـم أتـــون

[gamal]

منقول ونقلته لكم من بعد التعديل


هم مجموعة من الشباب لا يملكون عنوانا محددا في المدينة. الكثير منهم يبيتون كل يوم في فندق أو عند صديق أو على حافة رصيف. عنوانهم الوحيد المعروف هو الواقع على الشبكة العالمية. يقولون "بدأناه حلماً بلا إمكانيات ، وتجاوزنا صعاب الطريق برأسمال مقداره الفكرة والإرادة ، لا غير.. أضأنا فعبرنا، وخبونا فعثرنا، ومع كل عبور وعثور ، يزداد رأس المال." بدأ موقنا وتمكنا من لفت الانتباه بسرعة من خلال استضافته لنخبة من الشخصيات السياسية المخضرمة وغيرهم. ولأن معظم تلك الحوارات قد وجدت طريقها إلى الصحف المطبوعة فقد صنع الحوار لنفسه اسم إحدى الروافد لحركة سياسية اجتماعية وثقافية معبرة عن جيل جديد من أبناء الجنوب العربي.يكتبون بشجاعة وبأسمائهم الحقيقية ويرفع كل واحد منهم شعارا يوقع به كل رسالة يعلقها في الموقع. "ان قاعدة قهر الباطل هي الثبات على الحق." هذا هو احد الشعارات المرفوعة من قبل احد الأعضاء في وجه نظام يتصف من وجهة نظرهم ب"الباطل." "ولي عذر إذا بالغت في موتي قليلا" شعار آخر يرفعه عضو ثان. ويقرأ شعاراً ثالثاً كالتالي "قد تستطيع دفن الحقيقة ولكن لا تستطيع قتلها." يناقشون كل شياً..لا توجد خطوط حمراء تقف بينهم وبين قضاياهم الملحة..يناقشون كل شئ المناطقية، التوريث، الفساد، الحكومة الجديدة، القرارات الجمهورية التي تصدر من اجل عيون الأقارب والأنساب وأبناء القرية، الانتخابات المزيفة، وديمقراطية "قراقوش." ويحتجون على كل شياً..ربما لأن الأمن السياسي إذا قرر البحث عنهم لن يجدهم في أي عنوان..وإذا وجدهم لن يجد غرفا كافية يضعهم فيها...لا يملكون الأراضي ولا القصور الفخمة ولا السيارات ولا حتى الدكاكين. هم مواطنون في هذا البلد ولكن لا مكان لهم في دفتر المواطنة..أسماؤهم ليست على أي قائمة من القوائم التي يعتني بها النظام من حيث ترتيب المنح الدراسية إلى أوروبا وأمريكا وترتيب الوظائف المحترمة بعد التخرج..خلال عام ناقش الشباب في حواراتهم أكثر من ثلاثة آلاف موضوع وأشعلوا ملايين الشموع في وطن لم يتمكن وخلال 44 عاما من "الثورة" من قهر "الظلام." كل ما يستطيع جهاز الأمن السياسي والأمن القومي فعله في مواجهة جيل المعارضين الحفاة الذين لا عناوين لهم هو حجب موقعهم عن المتصفحين في اليمن والجنوب العربي من آن لآخر كما يفعل مع المواقع الأخرى..كل ما يستطيع النظام فعله هو سد نوافذ الأمل أمامهم. لن يتمكن أي واحد منهم من امتلاك شركة لتقديم خدمة الإنترنت (خبز الفقراء في الدول النامية) لان وزارة المواصلات تحتكر الخدمة وتقدم سعرا للانترنت هو الأغلى في العالم. فالنظام في اليمن والجنوب العربي المحتل يخاف من أبنائه ان يبدعوا وان يغتنوا وان يشتهروا وان يصبحوا أرقاما على خريطة العالم. يخاف النظام ان يجد الشباب في اليمن واالجنوب العربي النافذة غير نافذة الفساد الحاكم والنفاق الممجوج والتزمير والتطبيل الذي لا يضيف شيئاً إلى الإنتاج القومي. غاضبون...ساخطون...يقذفون مسئولي الحزب الحاكم حين يقتربون منهم بالبيض والطماطم الفاسد. ليس بينهم من ينتظر ان يصدر به قرار جمهوري..شعراء وأدباء ومثقفون لكن ليس بينهم من سيكتب قصيدة في أي من أمراء اليمن الجدد الذين يملكون كل شيئ في اليمن والجنوب العربي المحتل من الأراضي إلى القصور إلى الحسابات البنكية العابرة للقارات..إلى القوة العسكرية..والى.. يأخذ الشباب في حواراتهم" من بدر شاكر السياب "أنا ما تشاء..انا الحقير..صباغ أحذية الغزاة" ومن أمل دنقل "لا تصالح...وان منحوك الذهب" ومن نزار قباني "سأقول في التحقيق أن اللص أصبح يرتدي ثوب المقاتل." هؤلاء الخارجون من اليمن و من كل محافظات الجنوب العربي .الحالمون بعالم لا حدود له وبوطن خال من المرض..المحرومون من كل شي..من التكنولوجيا والاستثمارات ومن ان يصبحوا بمواهبهم وقدراتهم وحقوقهم المشروعة مقاولون وتجار وقادة معسكرات وأساتذة جامعات وممثلون ومخرجون ونجوع على شاشة التلفزيون...هؤلاء الذين كان نصيبهم الشقاء والحرمان هم صناع الطوفان القادم..فانتظروهم..فأنهم آتون...بسخطهم ..بثورتهم..وبنقمتهم على من أغتصب أراضيهم و سارقي وظائفهم واكلي لقمة عيشهم..وبحقدهم على الفاسدين والمتآمرين والخونة.